Followers

و انا لوحدي

و انا لوحدي

Wednesday, July 18, 2007

ثم عاد

لم يكن ممكنا ان يتفادى ذلك الصدام .. ليس فى هذه المرة بالذات..كان ذلك يفوق جميع قدراته على التمسك بهدوءه المعهود و اعصابه التى لا تنفلت..مجموعة الردود المستفزة و الايماءات و حركات الايدي فى الهواء – و التى كانت على يقين انه يكرهها تماما – كل ذلك كان كفيلا ان يكسر جدار هدوءه الجليدي..و لكنها للمرة الاولى واجهت شيئا كانت تجهله تماما..و كان اكيدا انها ندمت لانها اوصلته لهذه الدرجة لان ما رأته كان قاسيا و حادا و قاطعا..
اغمض عينيه وضغط على فكيه بقوة ثم رمقها بنظرة تحمل الكثير من المعاني..رفع يده اليمنى ببطء فصمتت و عينيها تتابع حركة يديه..امسك اصبعه البنصر..لا..امسك الدبلة المستقرة فى اصبعه..حركها حول اصبعه بهدوء ثم بهدوء اكثر انتزعها مرة واحدة..
فتحت عينيها عن اخرهما..كان يبدو انها ستقول شيئا ما و لكن الكلمات لم تكن لتخرج من حلقها فى تلك اللحظة...
وضع الدبلة بهدوء على الطاولة امامها ووضع نظارته الطبيه التى كان قد نزعها حينما بدأت فى الحديث...اغلق ازرار سترته و التف فى حركة سريعة و تركها تنهار من خلفه..
غادرت حدقتيها المتسعتين عن اخرهما دمعة واحدة لم تعرف فى حياتها حرقة مثل تلك التى احست بها فى روحها و على خدها..كانت مرتها الاولى التى تعرف فيها كيف يحدث ان يفقد الانسان حاسة البصر و هو مفتوح العينين..فقد كانت لا ترى شيئا غير خطواته التى تبتعد عنها بسرعة خيالية تجعلها غير قادرة على ان تتنفس..تتلاحق انفاسها و تلهث خلف دقات قلبها التى تدوي بين ضلوعها...
فجأة..توقف..شهقت شهقة عالية خيل لها ان الكون كله قد سمعها..لم تعلم كم مر من الزمن و هو واقف فى مكانه قبل ان يستدير و ينظر اليها و يخطو خطوته الاولى نحوها بنفس الثبات..
مع خطوته الاولى انفجرت باكية..حتى انها لم تعلم ان كانت تبكى ام تضحك..مع كل خطوة كان يقتربها كانت روحها تعود اليها جزءا جزءا..و اخذ يقترب و يقترب و يقترب