Followers

و انا لوحدي

و انا لوحدي

Wednesday, January 28, 2009


الحلقة الرابعة


برغم الهدوء الظاهرى الدائم على ملامح " سيف " الا ان عقله لم يكن ابدا فى هذه الحالة..و لم يكن ما يدور فى ثنايا عقله نوع من

انواع الندم على ما مضى و لكنه مازال يشعر بذلك الحنين الجارف لوجود " ملك " فى حياته..فهى قادرة تماما على اضافة نكهة خاصة و متميزة لكل شيء..قادرة على اضفاء الالوان على حياته المصورة دائما باللونين الابيض و الاسود..قادرة على تحريك كل ما هو ساكن بداخله و حتى من حوله..
و لم يكن سفره المتكرر الا محاولة جادة منه الهروب من طيفها الذى يلاحقه فى كل مكان..انه يتذكر الان زيارته الاخيرة الى " اسبانيا" يتذكر تلك الغجرية التى قابلها فى شوارع " برشلونة " فلقد كانت حادثة فى منتهى الغرابة...كان يسير منفردا يتمتع بالهواء البارد الذى يلامس وجنتيه و يملأ رئتيه منه و فى ذلك الشارع الواسع كان يجلس على الارصفة الكثير ممن يقرؤن الطالع و يفتحون " الكوتشينة " و ما الى ذلك من الاشياء التى يستمتع السياح بممارستها اما على سبيل الدعابة او الجد...و فجأة امسكت تلك العجوز بكفه..نظر اليها بهدؤ مبتسما..فبادرته بابتسامة رائقة و كلمات بالاسبانية لم يفهم منها شيئا فحاول اخبارها انه لا يجيد الاسبانية و لكنه يتحدث الانجليزية او الفرنسية ان كانت تجيد احداهما..فقالت له بالفرنسية " انه انت " فاتسعت ابتسامته و قال لها " نعم انه انا " فضحكت..
" اتريد ان اقرأ لك طالعك"
" و هل انت ِ قادرة على ذلك؟ "
" هل ستصدقنى ؟ "
" و هل ستقولين الحقيقة ؟"
"اذا اخبرتك اننى لن اخذ منك شيئا .. لا اريد نقودا ..فهل ستصدقني ؟"
فابتسم دون ان يجيب فامسكت بكفه ففتح اصابعه ليتركها تقرأ تلك الخطوط المرسومة عليه فنظرت اليه نظرة ثاقبة و قالت " لا.. اعطنى كفك اليسرى "
" لما ؟"
" تلك التى فى ناحية قلبك"
سلمها كفه اليسرى بهدوء و جلس على الارض دون ان تطلب منه..
"ستقابلها قريبا..ستحبها كما لم تحب احدا من قبل و ستغير حياتك و ستظل معها على عدد اصابع يدك..ثم..."
" ثم .. ماذا؟"
" لاشيء..حاول ان تستمتع بتلك السنوات الخمس..لا تضيع منها شيئا"
" ساحاول ان افعل "
هم ان يغادر الا انها امسكت كفه مرة اخرى و قالت " هل تعتقد انك محظوظ؟"
" نعم" اجابها بتلقائية
" حاول على ان تحتفظ بهذه الروح..انك بحاجة اليها..وفى كل ليلة عند 11:11 مساءا تمن اى امنية تريد و سوف تتحقق...لا تنسى 11:11 مساءا "

" سيف...وصلنا"
فتح " سيف " عينيه و نظر من زجاج النافذه ليرى البحر.. و فعلا او انه يوشك ان يصل