Followers

و انا لوحدي

و انا لوحدي

Saturday, February 07, 2009

غـيـــــــبــــــــوبة


كم أكرهُ ذلك الصداع الذي يسببه تفكيري الدائم فيكِ و برغم أنني أعتدت عليه إلا أنني ما زلت أكرهه، ربما لأنه صار شيئاً مفروضاً علي بشكل دائم..أنا لم أعد أجلس في تلك الشرفة المطلة علي النيل فكل ركن فيها يذكرني بكِ..و أسخر دوماً من نفسي لأن كل شيء في تلك الشقة يحمل بصمةً خاصةً جداً منكِ..الدور السادس عشر الذي نسكن فيه ..هو يوم ميلادك..الجدارُ الأزرق المخالف لكل ألوان الجُدر في غرفة المعيشة ..لونكِ المفضل، أماكنُ الإضاءةِ المنعكسةِ التي كنتِ تفضلين الجلوس تحتها حين كنتِ تتناولين الشاي قبل الغروب..كراسي المامبو الموضوعة في ركن الشرفة..حيث كنت تجلسين واضعة ساقيكِ فوقهما بشكل طفولي و أنا أقف وراءكِ مباشرةً محتضناً رأسكِ لننظر للسماء تارةً و لصفحةِ النيلِ الهادئةِ في تلك الساعات القليلة التي تسبق شروق الشمس..ماكينة الكابتشينو البنية اللون في ركن المطبخ وذلك الكوب الأبيض الذي يحمل كماً هائلاً من القلوب الحمراء الصغيرة...الذي كنت تتناولين فيه الكابتشينو..ماكينة الإسبرسو الإيطالية التي كان صوتها يعلمني دائما أنكِ استيقظتِ لتناول فنجان القهوة الصباحي..
آه كم صار هذا الكم من الذكريات مؤلماً كنزيفٍ دائم..أفقدُ مع كل قطرةٍ منه رغبتي في الحياة..و ذلك ما قاله الطبيب فعلاً في ذلك اليوم- حين كنت راقداً علي ذلك السرير الأبيض في غرفة العناية المركزة و ذلك الكم الهائل من الأسلاك ينتقل مني إلي بعض الآلات أو من بعض المحاليل إلي-"كل معدلاته طبيعيةٌ جداً إلا أن تلك الغيبوبة التي يقبع فيها ليست إلا دليلاً قاطعاً علي عدم رغبته في الحياة"
أرجو أن يتوقف هذا النزيف..أن ينتهي و أنتهي معه أو أن.. أعلم أن هذا لم يعد ممكناً..
غيبوبةٌ ثانية.