Followers

و انا لوحدي

و انا لوحدي

Thursday, January 17, 2008

تــرانيم العمـــر


الحلقة الثانية:

" مالك؟"
التفت سيف بحدة ناحية زميله و رمقه بنظرة قاسية
" أنت قلت إيه "
" بقولك مالك "
شعر برجفة قوية تجتاح كل ذرات جسمه حتى أن يداه كانتا ترتعشان بقوة
" في إيه يا بنى؟"
" و لا حاجة...و لا حاجة "
أغلق عينيه ثانية و غاب في عالمه الخاص

" صباح الخير يا سيف"
" صباح النور يا سها..ازيك يا قمر؟"
" أمال فين ملك؟ انتو مش جيتو سوا النهارده؟ "
" لا..قالت إنها عندها مشوار ضروري هتروحه و هنتقابل هنا "
" أكيد هنلقيها في استراحة البنات أو في الكافيتريا "
هم أن يتحرك معها لكنه توقف ثم ابتسم ابتسامة خفيفة
" مش هتلاقيها..هي لسه ماوصلتش "
" و عرفت منين ؟!"
" إحساس"
ضحكت سها ضحكة عالية كعادتها
" ماشي يا رايق .. أنا هروح أشوفها و اجيبهالك في أيدي "
كان سيف على يقين أن "سها" لن تجد "ملك" في اى مكان داخل أسوار الكلية..إن إحساسه بها يتعدى المكان..فهو يشعر تماما بها عندما تكون على مقربة منه حتى و إن لم تكن في مرمى بصره..شيء خفي يجعل وجودها محسوسا بالنسبة له دون شك أو لبس
" سيف..سيف "
" نعم"
" أنا مش لقيتها خالص..انتو اتفقتوا تتقابلو هنا الساعة كام ؟"
" ما اتفقناش..هي قالت هتخلص مشوارها و هتيجي "
" ملك وصلت "
قالها سيف بتلقائية شديدة
" فين؟ "
" دلوقتى هتلاقيها داخلة من البوابة "
كان " سيف " يقف موليا ظهره لبوابة الكلية..و لم يتم حروف كلمته الأخيرة حتى بدت الدهشة جلية على ملامح " سها "..فلقد عبرت " ملك " البوابة لتوها..التفت " سيف ببطيء و ابتسما سويا حينما التقت عيونهما..كان كل منهما قادر على أن يجد الآخر ببساطة متناهية ..عبرت " ملك " الأمتار التي تفصلها عن " سيف " برشاقتها المعهودة..
" صباح الهنا يا حبيبي "
" صباح الهنا يا قلبي "
" بس ..حبيبي إيه و عمري مين..انتى شفتي اللي حصل ؟؟"..كانت تلك كلمات " سها " التي نطقتها بانفعال شديد
" إيه مالك؟"
" قبل ما تدخلي من بوابة الكلية بثانية قال انك هتدخلى دلوقتى و كان ضهره للبوابة و الصبح لما قلت له هدورلك عليها قالي مش هتلاقيها في الكلية لسه ما وصلتش بقوله عرفت منين قالي إحساس !!!!!!!!!!"
بريق رائع في عيني " ملك " بعد ما قالته صديقتها..كل يوم يمر عليهما سويا..كل حركة و سكنة.كل شيء يجعلها أكيدة من حبه لها و يجعل حبها له يزداد عمقا و تشعبا في روحها..
غادرا المكان سويا تاركين " سها " في دهشتها تلك..فلقد كان ليدهما الكثير ليتحدثا فيه..

يرن جرس هاتفه الخليوي لينتشله من ذكرياته تلك..
" الو "
" صباح الخير..ايوة أتحركنا في الميعاد..إن شاء الله ...مع السلامة "
كان في أحيان كثيرة يكره ذلك الهاتف..يتمنى لو انه تخلص منه نهائيا و لكنه و للأسف الشديد لا يستطع ذلك ..انه مضطر للاحتفاظ به..انه يتمنى الآن لو انه كان مضطراً لأشياء كثيرة في حياته و انه كان مخيرا في أشياء أخرى..حتما كانت حياته ستختلف كليا عما هي الآن..كليا

2 comments:

حواء said...
This comment has been removed by the author.
g said...

hmmmm we eh ya3ni fe3lan!!!!!